الأمن المصري يصادر "عشان متنضربش على قفاك" لضابط سابق
شنت ادارة المصنفات الفنية بوزارة الداخلية المصرية حملة تفتيش علي المكتبات لجمع ومصادرة كل النسخ المطبوعة من كتاب يحمل اسم " عشان ما تنضربش علي قفاك " للمؤلف عمر عفيفي وهو ضابط سابق في وزارة الداخلية المصرية قضي في الخدمة 20 عاما قبل ان يتركها ويعمل محاميا ومدربا في جمعية لحقوق الانسان.
وقال عفيفي لـ"العربية نت" إن ضباط شرطة تابعين لجهاز المصنفات الفنية قاموا ظهر الأربعاء 9- 4-2008 باقتحام مكتبة مدبولي في وسط القاهرة والتي نشرت الكتاب وقاموا بتحريز وجمع 120 نسخة وهددوا العاملين في المكتبة بمصادرة أي نسخ أخري يتم عرضها مجددا.
وأضاف أن الأمر لم يقتصر علي مكتبة مدبولي حيث تحرك الضباط الي اماكن البيع المجاورة وباعة الارصفة وأكشاك الصحف. وتعجب من السرعة التي جمع بها الكتاب من الاسواق، قائلا إنها تشير إلي أن من اصدر القرار لا يعرف بالضبط محتوي الكتاب ولم يقرأ حرفا واحدا فيه، فلو قرأ الكتاب لأدرك أنه لا يمكن مصادرة عمل قانوني يشرح للناس ما يفعلونه وما هي الطرق القانونية للحصول علي حقوقهم.
وقال إنه تقدم ببلاغ لي النائب العام حمل رقم 6668 لسنة 2008 اتهم به وزير الداخلية بصفته وشخصه ومدير شرطة المصنفات الفنية، ومن المقرر أن تستمع إليه اليوم الخميس نيابة أمن الدولة العليا.
تفتيش الزوجات والبنات
عمر عفيفي الذي سبق له تأليف 10 كتب قال لـ"العربية نت" إن كتابه المصادر يوجه نصائح بسيطة بلهجة عامية للمواطن العادي يشرح فيها كيف يتعامل مع الشرطة وما هي حقوقه مثل :" كيف تتصرف لو حد من الشرطة وقفك ولو قالك انا مباحث، وتعمل ايه لو كمين شرطة حاول يفتشك او لو جالك بيتك، تعمل ايه لو الضابط فتش مراتك او بنتك ، او طلب تقلع هدومها علشان يفتشها، أو لو خد حد من البيت بدل الشخص المطلوب لغايه مايسلم نفسه، إيه عقوبة عدم حمل بطاقة شخصية".
وأكد أنه "بيع من كتابه في 10 أيام فقط 50 ألف نسخة وهو رقم كبير جدا في مجال بيع الكتب وهو ما اقلق المتجاوزين في جهاز الشرطة في ظل كشف الانتهاكات اليومية التي ترتكب في داخل الأقسام، ولهذا هم يرفضون أن يعرف أحد من المواطنين ما هي الحقوق الي لهم والتصرف القانوني لأي مشكلة تقع بينهم وبين ضابط شرطة".
وقال عفيفي إن عملية الاقتحام التي تمت لمكتبات مدبولي ووسط القاهرة والمحافظات ومصادرة الكتاب من باعة الصحف "أصابنه بالاحباط وشعر انه لا فائدة، لأنه لا يعرف كيف يصادرون كتابا يتحدث عن الحقوق الجنائية للمواطن".
لينتظروا الكتاب القادم
ورفض عفيفي الربط بين المصادرة وبين الاضراب والاعتصامات المستمرة التي تحدث حاليا في مصر ولا بين عمليات النشر التي تمت لكتاب علي موقع الفيس بوك والمنتديات، مؤكدا أنه لا توجد أية علاقة بين توقيت ما يحدث وتوقيت المصادرة.
وكشف أنه انتهى من تأليف كتاب آخر عن الحقوق السياسية سيصدر قريبا ويتضمن معلومات جديدة لم تذكر من قبل.
يذكر أن عفيفي تقاعد من جهاز الشرطة علي رتبة مقدم بعد أن خدم في عدة أماكن حساسة بينها مباحث القاهرة والامن المركزي والعمليات الخاصة ووصل إلى منصب مأمور سجن الادارة العامة للمباحث، وهذا ما يضاعف من أهمية كتبه خاصة فيما لو أقدم على كتابة مذكراته التي قد يروي فيها تفاصيل عمله السابق.
وتشكل كتابة ضباط الشرطة لمذكراتهم الشخصية ظاهرة جديدة في مصر رغم ما يتعرض له أصحابها من ضغوط أمنية وملاحقات قضائية لهم ومصادرات لكتبهم، لعل ابرزها مذكرات العميد محمود قطري التي حملت عنوان " اعترافات ضابط في دنيا الذئاب " ومذكرات العميد ممدوح البطران التي حملت عنوان " يوميات ضابط في الارياف " التي كتبها علي نهج الرواية الشهيرة لتوفيق الحكيم "يوميات نائب في الأرياف" وطالت الاثنين ملاحقات قضائية مازلت منظورة أمام القضاء حتي الآن.