هذه مظلمة جديدة ، من تلك المظالم ، التي تغفو في عيون الناس ، نمر عنها ، فلا نراها ، ويشعر بها اهل البصيرة فقط ، في زمان صعب ، يجتمع فيه الفقر مع المرض ، حين يكون معتصم في اربد ، حافظا للقرآن الكريم ، غير انه كفيف منذ الولادة ، ويفقد سمعه الى الدرجة ، التي بات فيها مهددا اليوم ، بفقدان النطق كذلك ، كونه لايسمع ويحاول التحدث كثيرا ، حتى يحافظ على النطق...هي مأساة مؤلمة يعاني منها شخص يحفظ القرآن الكريم كاملا ، وهو يستحق ان يجد من يغيثه ويزرع له قوقعه الكترونية ، كرامة للقرآن الذي يحفظه ، ويضيء له صدره وفؤاده.
يعاني معتصم من اعاقة مزدوجة تجعل من ممارسته لحياته بشكل طبيعي كباقي البشر أمرا بالغ الصعوبة حيث ولد فاقدا للبصر وفي التاسعة من عمره ، تعرض لحادث افقده السمع وبعد مراجعة أكثر من طبيب تبين أن امكانية معالجة مشكلة السمع لديه ممكنة ولكنها مكلفة ولا يجد من يتبنى نفقات علاجه. ويبلغ معتصم من العمر ثلاثة واربعين سنة وهو رب أسرة ولديه ثلاثة أولاد وأبنتان ويتصل بالناس عن طريق لغة (بريل) ويقضي حاجاته وحاجات اسرته بشكل طبيعي ويذهب الى السوق لوحده ويتحرك في المنزل دون مساعدة من أحد ، وقد تعرض لحادث سقوط عن ثلاثة طوابق أحدث له ارتجاجا في المخ واضطرابات في السمع وبدأ يفقد السمع تدريجيا الى أن أصبح بحاجة لسماعة عام 1986 ثم فقد السمع كليا عام ,1989
معتصم الحاصل على البكالوريوس في الصحافة والاعلام من جامعة اليرموك ويحفظ القرآن الكريم كاملا ويتمتع بعدة مواهب قام باجراء فحوصات في الجامعة الاردنية عام 2006 أثبتت أنه يستطيع استعادة سمعه. فيؤكد اختصاصي الانف والاذن والحنجرة وزراعة القواقع في الجامعة الاردنية الدكتور محمد طوالبة والذي يتابع حالة معتصم منذ عام 2006 أن معتصم بحاجة لعملية زراعة قوقعة كي يستعيد حاسة السمع بشكل طبيعي مؤكدا أن القواقع متوفرة وان هذا النوع من العمليات يجرى بشكل شبه يومي لكن تكلفتها عالية إذ أن ثمن القوقعة 18 ألف دينار ، ولكنها بسيطة إذا ما قورنت بالاثر الذي ستحدثه ، حيث أنها "ستنقل انسان من عالم السكون الكامل الى عالم الحياة والحركة". وقالت مريم زوجة معتصم انهم لم يتركوا بابا الا وطرقوه لمساعدة زوجها على استعادة سمعه للتخفيف من الاعاقات التي يعاني منها والتي تؤثر على حياته بشكل كبير ولكنهم لم يجدوا من يستجيب ، وتمنت أن تكون "الدستور" وسيلتهم لحل مشكلة زوجها الذي يعيل أسرة كاملها وحده "ودون مساعدة من أحد" ووجهت نداءً الى المسؤولين وأهل الخير لمساعدتهم.
هذه ماساة يعاني منها حافظ القرآن في عروس الشمال ، اربد ، وهو حين يولي وجهه نحو قبلة يرضاها يسأل الله ، ان يرحمه برحمته ، وان تتم مساعدته وانقاذه ، وعنوان معتصم في اربد سيكون متاحا في حال الاتصال ب(الدستور(التي ينحصر دورها باعطاء العنوان فقط دون تدخل منا او وساطة بأي شكل من الاشكال في مجال المساعدات ، اذ ينتهي دورنا عند نشر الماساة ، لتقوم العلاقة مباشرة بين اهل الخير والمحتاج ، مباشرة ودون وسطاء.
تنام عيوننا وعين الله لاتنام،.
الدستور الأردنية