هذه المرة..
تأخذنا "حكايات لا يعرفها احد "الى حكاية جديدة ، من تلك الحكايات ، التي جابت "السهل والواد"وطرقت بوابات الفقراء والساكين والمحتاجين ، جاءت اليهم ، ذات فجر ، ايقظتهم ، من نومهم ، حين يكون نومهم هذا هروبا ، من نهار لايرحم ، ومن شمس لاتصادق احدا ، اذ انها تشرق على الشرفاء واللصوص ، معا ، وترحل عن الشرفاء واللصوص ، معا ، فليس للشمس وفاء ، كما قيل على لسان الشعراء.
تأتينا هذه المرة ، حكاية جديدة ، تثير في ملف متطلبات الاطفال ، في بلدنا ، لنبقى نسأل اهل القرار ، ان يجدوا حلا جذريا لحالات الاطفال المستعصية ، اما عبر وضع سياسة بتأمين كل طفل محتاج للعلاج في الخارج ، او بحث اسرار هذا الملف وحل هذه المشكلة بشكل جذري ، وقد اثرت سابقا ، مرات ومرات ، مشاكل مثل "القوقعة الالكترونية"التي يحتاجها الاف الاطفال ودعوت الى اطلاق مبادرة وطنية في هذا الاطار ، فلم يسمع احد ولم يستجب احد ، وكأننا نريد لالاف الاطفال ان يبقوا في هذا الوضع ، على الرغم ، من حاجتنا اساسا ، الى صندوق وطني لعلاج حالات الاطفال الصعبة التي ليس لها علاج في الاردن ، او تلك التي بحاجة الى تجهيزات ومتطلبات يتم جلبها من الخارج ، ومايزال الوقت متاحا ، لاطلاق مبادرة ، في هذا الاطار.
نرتحل الى عالم من البراءة ، حين يتم اغتيال هذه البراءة ، دون ان يرف جفن للقاتل ، ودون ان يوقفه احد ، حين يكون هذا القاتل ، هو الدنيا بما فيها من شرور ومصائب ، وابتلاءات.
وددت ، لو اسأل ، عن ذاك الذي يتعرض له الاطفال ، في البلد ، من نقص في "الانفس والثمرات"ونقص في العلاج ، وكثير من الاطفال في البلد ، لايسمعون سوى الشعارات البراقة ، لكن كثير منهم لايجد هذه الشعارات حين يحتاج رسوم مدرسته ، او مصروف يومه ، او ثمن القرنية لعينه ، او القوقعة الالكترونية لاذنه ، حتى يسمع ، او لايجد بعضهم العلاج في الداخل ، او الخارج ، ولو اردتم لاعطيتكم ، عشرات العناوين لاطفال ، بحاجة الى علاج ، ويمكن انقاذهم ، غير ان انقاذهم مكلف ماليا ، فيتم تركهم ، دون مجيب او مغيث ، ويتم تحويل اولياء امورهم ، الى كتبة استرحامات ، واستدعاءات ، لايتركون بابا الا ويطرقونه ، دون فائدة ترجى ، واذا كان البعض يتم انتشاله ، حتى لاننكر الجانب المضيء ، فان العملية برمتها بحاجة الى آلية ثابتة ، للتعامل مع حالات الاطفال.
اروي لكم ، معاناة ، لاربعة اطفال اصيبوا بسرطان في عيونهم ، يأتيك دمع العالم ، ليغسل قلبك ، من اجلهم ، فتهتز جدرانه القاسية ، مثنى وثلاث ورباع ، ويخرج من صدرك ، ليذهب مستسقيا ، الى واد غير ذي زرع ، فيكون باذن الله ، سقيا رضى وسقيا رحمة ، ساعة العطش ، حين يهرول قلبك ، في "صفا ومروة"الحاجات ، حتى يضرب الطفل الصغير بقدمه ، الارض ، ليكون "زمزم"وحين يأتينا اليوم اربعة اطفال ، بحاجة الي مساندة ، يضربون بأقدامهم ، صفا ومروة ، الحاجة ، فينبجس الماء ، بسر عصا موسى ، وبسر هذه الايام المباركات ، هي حكاية مؤلمة ارويها لكم ، وانا كلي اسف ، عن هذا الوضع الذي لايتوقف.
اربعة اطفال ، اصيبوا بسرطان العيون ، تم ارسال اثنين منهم ، في وقت سابق للعلاج خارج الاردن ، لاكثر من مرة ، وتم استئصال عين لكل طفل مصابة بالسرطان ، وتركيب عيون تجميلية ، وفي وقت لاحق تم ايقاف ارسالهم للخارج ، واليوم يتعالج الاطفال الاربعة ، في عمان ، ويعاني اثنان منهم من توسع الجفن وصغر العين التجميلية ، مما يجعل العين تسقــط احيــانا ، ويقــول والــد الاطفــال لـ(الدستور) انه لايريد سوى تغطية تركيب عين لكل طفل مشيرا الى ان كلفة العين الواحدة هي 650 دينارا ، وهو لايمتلك مالا لتغطية هذا المبلغ للطفلين ، وهو عاطل عن العمل منذ خمسة شهور ولايتلقى من التنمية الاجتماعية سوى ثلاثين دينارا للاطفال الاربعة ، وقد راجع مرارا التنمية الاجتماعية ، فقيل له انه يعمل ، وهو اليوم بلا عمل ، وبحاجة الى مساندة مالية ، في ظل عدم امتلاكه حتى اجرة التاكسي ، للذهاب الى المستشفيات ، مشيرا ، الى انه لاينكر انه تم ارسال اطفاله للخارج ، لكنه اليوم يعاني من وضع صعب جدا ، حيث لديه اربعة اطفال مصابين بسرطان العيون ، وهم على مايأمل بحاجة الى ارسال مجددا الى حيث كانوا يتعالجون ، و تأمين كلفة العيون التي لم تعد صالحة لطفليه ، روان وعبدالرحمن.
يضيف الاب...(كل مااريده ، اما اعادة ارسالهم للعلاج خارج الاردن ، او تغطية كلفة تركيب العيون ، خصوصا ، ان العيون الموجودة تسقط ، وتحدث التهابات ، مما يثير الضحك من الطلاب في المدرسة على ابني عبدالرحمن ، وانا لاامتلك 650 دينارا لكل طفل ، وانا بلا عمل ، ومنذ شهور ، ووضعي المالي صعب جدا ، وقد سوعدنا سابقا ، ونحن لاننكر ذلك ، لكن العلاج هنا في عمان لايكفي ، واذا كان الاطباء يريدون ان يقولوا ..ان لاعلاج لسرطان العيون ، خارج الاردن ، فعلى الاقل اريد المساعدة في الانفاق على الاطفال ، وبتركيب العيون التجميلية ، وهناك لدى من المشاكل مالا يعد لاويحصى ، اذا ان الاطفال الاربعة المصابين بسرطان العيون ، بحاجة الى نفقات مالية ، اذ ان اجور السيارات الى مركز الحسين للسرطان ، بحاجة الى موازنة وحدها ، خصوصا ، ان الاطفال معهم تغطية علاجية للمركز ، ولكننا نطالب ، بحل القضايا الاخرى ، وتأمين حياة كريمة للاطفال ، وحل مشكلة "العيون التجميلية"...).
وتبقى القصة محزنة جدا ، حين يكون هذا البلاء كبيرا ، الى الدرجة التي يعاني فيها الاب والام ، من اصابة اربعة اطفال من سرطان العيون ، ومؤازرة العائلة ليست صعبة ، اذ انهم بحاجة الى دعم مالي ومؤازرة والى حل مشكلة العيون التجميلية ، واعادة ارسالهم للعلاج في الخارج ، اذا كان هناك فائدة طبعا ، من العودة للعلاج في الخارج ، وهو امر يقرره الاطباء والمختصون ، بطبيعة الحال.
هذه حكاية لاربعة اطفال يعانون من سرطان العيون ، وقد يظن البعض ان الحكاية عادية ، خصوصا ، ان طفلين منهم عولجا خارج الاردن ، لاكثر من مرة ، على حساب جهة رسمية ، غير اننا واذ لاينكر الاب هذه الحقيقة ، نعرض للحكاية ، لما تعانيه العائلة من وضع صعب اقتصاديا ، ولحاجتهم الى قضايا طبية ، قد يراها البعض ترفيها ، غير انها تبدو كبيرة جدا بالنسبة للاب والام ، خصوصا ، في ظل وضعهم المالي الصعب ، كما ان العلاج الكيماوي للطفلين الصغيرين وليد وسامر يؤثر على سمعهما مما يوسع دائرة الابتلاء والمعاناة.
عين الله لا تنام
عين الله لاتنام ، عن كل فقير ومحروم ومسكين ، عين الله لاتنام ، عن كل صاحب مظلمة ، عن الله لاتنام عن كل يتيم وكل من لايجد ثمن حبة الدواء في هذا الزمن ، عين الله لاتنام ، عن كل من لايجد قوت يومه ، وهي حكاية نعرضها امام اصحاب القرار ، وامام اهل الخير ، لعل هناك من يمنح الاب فرصة كريمة للعمل وللحياة الكريمة ، ولعل هناك من يتبنى دفع كلفة العين التجميلية لكل طفل من الطفلين اللذين بحاجة اليهما ، ولعل هناك من يساعد العائلة في سداد ديونها التي تجاوزت الثمانية الاف دينار ، والعائلة لاتجد احيانا مالا لدفع ايجار المنزل البالغ ستين دينارا في الزرقاءولعل هناك ، من يقرر النظر بعين الرأفة والكرم الى هذه العائلة ، قبل ان يغادرنا العام الهجري ، ويترك لنا شهادته فينا.
عنوان العائلة سيكون متاحا ، في حال الاتصال بالدستور التي ينحصر دورها باعطاء عنوان العائلة لاي طرف دون تدخل منا بشكل مباشر او غير مباشر ، في مجال المساعدة ، اذ ينحصر دورنا بالنشر فقط ، واعطاء العناوين ، لتقوم العلاقة مباشرة بين المهتم والعائلة.
عين الله لاتنام...نعم عين الله لاتنام عن كل فقير ومريض ومحتاج ، عين الله لاتنام عن مظالم الناس ، كبرت ام صغرت..عين الله لاتنام عن كل نجوى لطفل مريض يعاني ويتألم ولايجد اجابة على اسئلته ، حتى يشاء الله امرا كان مفعولا.
اللهم اشهد اني قد بلغت اللهم اشهد اني قد بلغت اللهم اشهد اني قد بلغت.
الدستور الأردنية