مُنْتَدَيات طُلابْ الجَامِعاتْ الأردُنِية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مُنْتَدَيات طُلابْ الجَامِعاتْ الأردُنِية

منتديات خاصة بطلبة الجامعات الأردنية كافةً
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 «ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الـiiiـgق
المشرف العام
المشرف العام
الـiiiـgق


ذكر
عدد الرسائل : 768
مكان الإقامة : داخل قطعة خبز يحتاجها يتيم
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

بطاقة الشخصية
الـiiiـgق: رَجُلٌ لا يَنْحَني كَي يَلتقِطَ مَا سَقَطَ مِنْ عَينه أبَداً
النشاط:
«ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة Left_bar_bleue0/0«ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة Empty_bar_bleue  (0/0)

«ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة Empty
مُساهمةموضوع: «ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة   «ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة I_icon_minitimeالأربعاء 7 مايو 2008 - 18:35

هذه المرة..




هذه المرة ، تأخذنا حكايات لايعرفها احد الى مخيم البقعة ، حيث دروب المخيم البائسة ، وطرقاته الفرعية الداخلية ، تروي لك حكايات ، من مروا من هنا ، عبر عشرات السنين ، وتروي لك ايضا ، عبر بيوت الصفيح ، ماخلفها من فقر ومعاناة وامراض ، وحالة يصعب وصفها احيانا.




هذه المرة ، يبحر بنا مركب حكايات لايعرفها احد الى حالة جديدة ، من حالات حكايات لايعرفها احد المستمرة للعام التاسع على التوالي ، ذلك المركب الذي انتشل الفقير والمريض والمحتاج واليتيم والمظلوم من بحر الظلمات ، حيث تغشى الظلمات الوجوه ، وتجعلها اسارى لليل طويل ، لاينهيه الا تلك "الرحمة الربانية"ساعة يريد الله ذلك.




هذه المرة ، نذهب الى "مخيم البقعة"نطرق بواباته ، بابا بابا ، نقرأ ماعلى الوجوه من تعب الدنيا ، وعناء السنين ، تلك الظهور المحنية ، لرجال في خريف العمر ، وتلك القسمات البريئة لاطفال في عمر الورد ، او قل ورد في عمر الطفولة ، حين يتقافز الاطفال في ازقة المخيم ، يلهون ويركضون ويضحكون ، ولايعرفون ، ان طرقات المخيم البائسة ، هي اول الطريق لدنيا صعبة لايعلم بها الا الله ، نجول في مخيم البقعة ، وفيه حالات فقر كثيرة ، وفيه ايضا ، خلف الوجوه قصة تستحق ان تروى ، حين يكون الفقر مسيطرا ، والعنوان هو ...مخيم البقعة.




في الطريق الى المخيم




كانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف ، من عصر يوم ، من ايام الاسبوع الفائت ، كنت قد وعدت احدهم مرارا بأن اذهب الى مخيم البقعة ، بعد ان حدثني عن حالة صعبة هناك ، بصراحة لم اتمكن من الوفاء بوعدي ، كنت اؤجله مرارا ، واعده ، اليوم بعد اليوم ، وحين رأيت الحالة لاحقا ، ندمت اشد الندم ، ولمت نفسي ، على تأخيري ، كل هذا الوقت ، فالمحتاج والمريض ، لايفهم كل مبرراتك واقاويلك.




كانت الساعة تشير الى الثالثة والنصف ، حين تحركنا من عمان الى مخيم البقعة ، وبرفقتي زميلي المصور ، الذي اعتاد على رفقتي طوال تسع سنوات ، في هذا الملف الصعب والمؤلم ، الشمس ساطعة والجو خانق ، والشوارع مزدحمة بالسيارات ، وعبر الطريق ، كنت احدث نفسي حول الحالة التي سنذهب اليها ، اذ انني ضعيف امام حالات الاطفال ، واشعر ان الدنيا في واد ، وألم طفل هو في واد اخر ، بل ان الطفل المريض يجعلني افقد روحي حين اراه ، وأتألم لاجله ، ربما دمع السماء في الشتاء ، هو دمع كل طفل مريض ، ربما تلك الينابيع حين تنفجر في الجبال والوديان ، شربت من شفاه الصغار الذين بكوا وتألموا قبل ان تسقينا ماء عذبا ، كانوا هم من فدوه بألمهم وارواحهم ، وتحملوا عنا كل هذا البلاء ، ربما كل حبة زيتون ، لم تصبح مقدسة الا حين ارتوت عروق الزيتون ، من عرق جباه الامهات المتألمات لاجل اطفالهن ، ربما كل نجم في السماء ، هو بشارة لطفل مريض او فقير او محتاج في الارض...لسان حال النجم..هذا قصرك ، فاتبعني هاهنا.




وصلنا المخيم ، لحظات مرت ونحن نتوه في ازقة المخيم الضيقة الترابية ، بحثا عن عنوان البيت الذي جئنا لاجله ، لحظات مرت ، طرقنا بابا او اكثر من باب ، حتى وصلنا الى بيت "ابوقيس"طرقت الباب..او طرق الباب ، قلبي ، اولا ، فقلوبنا ربما هي قلوب الصفيح ، حين ننسى كل المحتاجين في المدن والبوادي والقرى والمخيمات ، طرقت الباب..مثنى وثلاث ورباع ، حتى اطل علي رب العائلة ، لم يكن يعرف اننا سنأتي في هذه الساعة ، كان الحزن يرتسم على محياه ، يعتاش على حياته ، سلبه ضياء عينه ، جعله نخلة..احنت قامتها ، لهذه الدنيا الصعبة ، التي لم تعد ترحم احدا.




سقط قلبي من صدري ، حين دخلت المنزل ، تمنيت لحظتها لو كانت الدنيا في يميني لمنحتها لذاك الطفل الصغير الذي يدعى ايوب البالغ من العمر خمس سنوات ، اغرورقت عيناي بالدموع ، حين جاء زاحفا على قدميه ويديه الي عبر الممر الذي امام المنزل ، قدماه ويداه ، تجمعان التراب عن ارض المنزل...جاء الي ، فلم استطع الا ان اقبل يده اليمنى ، واعتذر له ..عن تأخيري ، واعتذر له..عن كل الناس ، فيض ملائكيتيه ، ينير الدنيا ، هذا الوجه البريء ، الطاهر ، الوجه البسيط الذي لايعرف شيئا ، عن هذه الدنيا ، وسيبقى طاهرا ، جراء اصابته بالشلل الدماغي ، وعيشه بهذه الطريقة منذ سنوات ، وحين يعاني من عدم قدرته على السير والمشي بشكل طبيعي ، بل انه حين ينام ينام وهو جالس ، على كرسيه.




نصف دينار يوميا




تعاني العائلة من وضع مالي سيئ جدا ، فعلى الرغم من ان رب العائلة يعمل براتب 148 دينارا شهريا ، الا انه يعيل عائلة من ستة افراد ، ويدفع ايجارا شهريا هو خمسون دينارا ، ليتبقى للعائلة مائة دينار يتم توزيعها على ستت افراد ، اي ان حصة الفرد من الدخل الشهري ، هي ستة عشر دينارا شهريا ، وبمعنى أدق حصة الفرد من الدخل اليومي هي نصف دينار يوميا ، وقد عشنا حتى رأينا مواطنا يعيش بنصف دينار يوميا ، ولااحد يعرف هل يغطي نصف الدينار ، يوميا ، حاجات الانسان في الطعام او الشراب او الدواء او اللباس او التعليم او المواصلات ، او بقية الحاجات والاحتياجات ، ومثل هذه العائلة تعيش في واد سحيق ، واد الفقر والفقراء ، وتحت خط الفقر بألف كيلومتر ربما ، وفوق كل هذا تعاني العائلة من الديون والالتزامات اذ ان عليها ايجارا متراكما لعدة شهور ، وعليها فواتير ماء وكهرباء متراكمة ، وديون اخرى ، واذا كان هناك مبلغ شهري يقترب من حدود الاربعين دينارا للطفل ايوب ، فهو لايكفي ثمن فوطه وجزءا من احتياجاته ، انها مأساة بحق حين تعيش عائلة في ظل هذا الفقرالشديد ، والحاجة المؤلمة ، ولربما عيون "ايوب"اللامعة الباكية تجعل كثيرين لدينا يعتذرون عن هذا الوضع ، والعائلة تستحق منزلا لتعيش فيه حياة كريمة ، والطفل بحاجة الى مركز متخصص للاعاقات ، وتأمين وصوله الى المركز ، اذ كيف ستتمكن العائلة من ايصاله وهم لامال لديهم ولاسيارة حتى ، ولعل السؤال يبقى مطروحا...من ينقذ ايوب من هذا الوضع؟من يغيث عائلة ايوب ويرفع عنها هذه الاحمال الثقال والديون المتراكمة؟من يتبنى حالة الطفل من حيث حاجته لمركز خاص ، ومن حيث تأمين وصوله؟من يتابع حالة ايوب طبيا؟من يساعد العائلة في وضعها....الا تستحق هذه العائلة بيتا تعيش فيه؟الا تستحق بيتا مقارنة بمن يحصلون على بيوت؟الا تستحق العائلة من يغيثها.




عين الله لا تنام




هي مأساة افردها بين يدي اهل الخير من القراء ، واهل الخير في كل مكان ، وهي ماساة مؤلمة جدا ، اذ يكفي حالة الطفل المريض التائه الذي يعيش حالة في غاية السوء ، ولايكفي دخل والده ابسط احتياجات الطفل ، وهي مأساة مؤلمة ، طابق سرها ، سر اسمه ، حين يكون اسمه "ايوب"وفي اسمه سر الصبر والالم والمرض ، اسم النبي الكريم الذي تحمل واحتمل.




عنوان العائلة سيكون متاحا في حال الاتصال بالدستور التي ينحصر دورها فقط باعطاء عنوان العائلة ليتمكن من يريد المساعدة ان يصل الى العائلة مباشرة ، دون تدخل منا في مجال تلقي المساعدات او ايصالها ، اذ ينحصر دور الصحيفة باعطاء العناوين فقط للراغبين بأغاثة العائلات.




عين الله لاتنام عنك ياايوب..لاتنام عنك وعن كل فقير ومظلوم ومريض ومحتاج ، عين الله لاتنام عن المظلومين في المدن والقرى والبوادي والمخيمات ، عين الله لاتنام عن كل محتاج ، وعين الله لاتنام عن جنده ، اولئك الذين في قلوبهم خير وفي يمينهم يكمن السر ، سر العطاء لاجل الله ، حين يكون العطاء سببا في اطفاء غضب الله ، وحين يكون نافيا لموتة السوء ، وحين يكون سرا يجلب الخير والبركات لمن ينفق لاجل الله ، ويغيث كل محتاج....انها امانة اضعها بين يدي كل قارئ ، وكل ميسور ، وكل قادر ، وكل مسافر ، وكل مسؤول ، امانة تنوء بحملها الجبال.




اللهم اشهد اني قد بلغت .اللهم اشهد اني قد بلغت .اللهم اشهد اني قد بلغت،

الدستور الأردنية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jordanevents.all-up.com
 
«ايوب» ينام جالسا على كرسيه ويزحف على يديه وقدميه في مخيم البقعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مُنْتَدَيات طُلابْ الجَامِعاتْ الأردُنِية :: منتديات القسم العام :: للإنسانية لون آخر-
انتقل الى: