المقدمه: * هذه المعاني والأفكار . . ليست . . دعوة إلى التسوق والخروج للأسواق ..!!
كما أنها ليست . . تبريرا للولاّجين والولاّجات المتسكعين في الأسواق والطرقات . .!!
وليست . . هي أفكارا تسويقية للربح والتجارة والضرب في الأسواق . . !!
إنما هي . . أفكار لاستغلال هذه الفترة الزمنية ، التي صارت واقعا - ما منه بد - عند كثير من المسلمين والمسلمات . .في مواسم وأزمنة تعارفوا عليها . .! فهي إملاء من ضرورة الواقع وواجب الوقت . .!
فإن حياة المؤمن ينبغي أن تكون كلها لله على أي حال وهيئة وفي أي مكان وجهة ، تلك دعوة القرآن : " قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَه " وأن لا ينقضي من وقت المؤمن أو المؤمنة شيئ هدر ! لأجل هذا وغيره كانت هذه الأفكار . .
- * قبل أن تخرج إلى السوق . . . وحتى لا تخسر المعركة ! !
هناك ثلاثة معاني تربوية مهمّة ينبغي عليك ( أخي / أختي ) الوعي بها قبل أن تخرج إلى السوق :
أولاً : الأسواق ميدان الشيطان . . !!
جاء عند مسلم من حديث سلمان رضي الله عنه : لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته !! إنه ينبغي أن نعي هذا البعد التربوي في ذواتنا وفيمن حولنا ، البعد الذي يجعلنا نتربى على أن الأسواق ليست أماكن للترفيه والترويح وقضاء الأوقات فيها هدراً !
إنما هو مكان لا يجمل بالمؤمن طول المقام فيه ، وإنما هو يقصده في حال من الضرورة الملحة ، وهو مع ذلك يتأهب له أهبته بحكم أنه ذاهب إلى ميدان مواجهة ومجابهة مع الشيطان .
إنه حين يتربى المؤمن والمؤمنة على هذا الوعي بأن الأسواق إنما هي ميدان معركة مع الشيطان في أرضه فسيحرص اشد الحرص على أن يأخذ أهبة الحرب والمواجهة . حتى لا يخسر هذه المواجهة الضارية التي نصب لها ابليس رايته .
سيما إذا علم أن هذه المنازل والبقاع - أعني الأسواق - هي أبغض البقاع إلى الله كما روي في بعض الآثار ، فإن هذا سيجعل المؤمن يخرج للسوق بنفسية غير نفسية ذلك الراتع الآمن المطمئن المستبشر المترفّه بمثل هذه الأماكن - حمانا الله وإياكم من كل سوء -
على هذا ينبغي أن نربي أنفسنا ونعلّم ذلك ابناءنا وبناتنا وزوجاتنا ومن لهم حق علينا وأن ننشر مثل هذه التربية فيمن حولنا من الجيران والإخوان . وان نستشعر قبل الخروج إلى السوق أننا إنما نخرج للمواجهة ، فمن كان متأهبا للمواجهة فليعدّ عدته ، ومن لم يكن كذلك فليكن حلس بيته حتى لا يخسر المعركة وتسقط رايته !!
ثانياً : بين الضرورة والولع . . !! . . !!
الناس عندما يخرجون للسوق فهم أحد فريقين :
إما فريق له حاجة ضرورية فيه .
أو فريق ليس له فيه حاجة إلا التجول والإيذاء والولع .
الفريق الثاني منهم المعاكس المؤذي لعباد الله تعالى وخلقه ، ومنهم الولع الوله بهذه البقاع ليكون له شأن بين أقرانه وجيرانه ، ليقال أنه قد جال سوق كذا وكذا مئين المرات ، ودخل سوق كذا الذي لا يدخله إلا المترفين من العباد همّه في ذلك ترداد النظرات ، والانبهار بالصرخات والصرعات والموديلات ومماكسة التجّار والعمال في أسواقهم . . إشباعاً لشهوة التميّز على الأقران والقرينات والجيران والجارات في تشبير الأسواق وارتيادها . .!
فهذا فريق إنما هم سبهللة الناس ، البطالين منهم - أعاذنا الله وإياكم منهم - .
أما الفريق الأول فهو الفريق الذي استشعر حقيقة المكان الذي هو فيه ، وعلم أنه في ابغض البقاع ، فما أخرجه لها إلا ضرورة وضرورة ملحّة ، لكن أحيانا قد يقع بعض أصناف هذاالفريق في شهوة الولع - أعني ولع التسوّق - من حيث لا يشعرون . .
وحتى لا نقع في الولع إليك ( أخي / أختي ) هذه الأفكار :
- حدد غرضك . . . .
الذي تريد قبل أن تخرج إلى السوق . . ( ملابس - أواني منزلية - ديكورات - مستلزمات تغذية ) . ( كمية الاحتياج - المقاسات ) . .
- إذا حددت غرضك . . . .
حاول ما أمكن أن يكون مكتوبا في ورقة ، فإن الإنسان مع زحمة الناس في الأسواق ومع الإنبهار ببعض العروضات قد ينسى غرضه . . !!
- اقصد سوقا جامعة . . . .
يجمع في جنباته كل ما يمكن أن يحتاجه الناس في معايشهم .
- اختر وقتاً مناسباً . . . .
ومن أفضل أوقات التسوق هو الوقت الذي يجمع بين خصلتين :
1 - مضيّق من جهة الوقت. كأن يكون بين صلاتين أو مضيق بموعد مهم وهكذا . .
2 - موسع من جهة مرتاديه ، فلا تختر وقت ازدحام الناس وخروجهم للأسواق ، فكلما كان تواجد الناس وازدحامهم في السوق أخف كلما كان ذلك أنفع لك في حفظ وقتك وستر أهلك .
- اقرب الطرق. . . .
ذا حددت غرضك ووجهتك وتحيّنت الوقت المناسب فاختر أقرب الطرق اليه ، فلا تقصد شارعا مزدحما أو طريقا تملؤه إشارات المرور ، فحاول جهدك أن يكون الطريق الذي قصدته طريقا سهلا مرناً في حركته . الأمر الذي يساعدك كثيرا في ضبط وقت التسوّق وأخذ الكفاية .
- أيتها المرأة لا تخرجي . . . إلى السوق إلا مع ذي محرم لك - رجلا - ، فإنك خارجة إلى بقعة يركز الشيطان فيها رايته ، وتعلمين أن المرأة من أخطر حبائل الشيطان ووسائله ، كما أخبر الصادق المصدوق بقوله : " المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان " " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء " !!
قال سعيد بن المسيب : ما أيس الشيطان من شيء إلا أتاه من قبل النساء !!
وعن عبد الله بن دينار قال : خرجت مع عبد الله بن عمر إلى السوق فمر على جارية صغيرة تغني فقال : إن الشيطان لو ترك أحدا لترك هذه !!
وفائدة وجود المحرم ( الرجل ) معها أمور :
1 - قطع مكيدة الشيطان التي قد تحصل حين يستشرفها .
2 - عدم تعريض المرأة لمخاطبة الرجال ومبايعتهم ومماكستهم في البيع والشراء ، الأمر الذي لو حدث فإنه قد يضعف قلب السامع والمتكلم فيقع الذي ركز إبليس الراية من أجله .
3 - حين تخرج المرأة مع رجل من محارمها أفضل من أن تخرج مع مجموعة نساء مثلها ، لأن النساء قد يشتتن الذهن عن مطلوبها وغرضها بانشغال كل واحدة منهن بالبحث عن حاجتها الأمر الذي يهدر الوقت كثيراً إضافة إلى استجلاب نظر الرجال إليهنّ .
- وقبل أن تخرجي . . . ينبغي عليك :
1 - أن لا تخرجي متطيبة متزيّنة متعطرة ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اخبر بقوله : " أيما امراة استعطرت فخرجت ليجد الناس ريحها فهي زانية " .2 - أن تلتزمي الحجاب الشرعي الذي يستر زينتك ويمنع الفتنة بين المسلمين ، فإنك تخرجين من بيتك ولا تدريين أترجعين إليه محمّلة بالجديد ، أم ترجعين وقد ورّثت بعدك الجديد .
فعلى المرأة أن تتخيّر اللباس الساتر ظاهرا وباطناً قبل الخروج أمنة مما قد يطرأ أو يحدث .
3 - أن تغلقي جهاز جوالك عند التسوّق قطعا لذريعة الشيطان في لفت انظار الناس إليك من خلال مكالماتك مع المتصل . فقد تكون المتصلة زميلة أو صديقة فلا يحسن بالمرأة مباسطة الكلام معها في مكان عام .
- لا تصحب أطفالك . . .
فإن الطفل ، تلك البذرة الطاهرة النقيّة لا تكدّر صفو فطرته بمشاهد الأسواق والمنكرات التي قد يألفها حين لا يرى من والديه نكيرا لها .
أضف إلى أن الأطفال مشغلة في الأسواق ، فقد يشتتون عليك انتباهك وجهدك ، وقد يتعرضون للضياع أو السرقة والاختطاف .
- نحي الشيطان . . .
جاء عند الترمذي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من قال حين يخرج من بيته : بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له : كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنك الشيطان "
- * فإذا وصلت إلى السوق . . - أكثر من ذكر الله تعالى في السوق . . . . .
فقد جاء عند الترمذي وحسنه الألباني في دعاء دخول السوق : " لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير " والمقصود من إدامة الذكر وإظهاره في هذه المنازل - الأسواق - هو طرد كيد الشيطان وتذكير الغافل فإن الشيطان لا يحب مواطن الذكر ، وقد كان من عادة بعض السلف رفع الصوت بالذكر في الأسواق كمان كان يفعل ذلك ابن عمر رضي الله عنهما .
رفعا لراية الملك الذي خرج معك فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مامن خارج يخرج من بيته إلا ببابه رايتان ، راية بيد ملك وراية بيد شيطان ، فإن خرج لما يحب الله عزوجل اتبعه الملك برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته ، وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته " . .
ولاحظ أن صورة المواجهة بين الإنسان والشيطان ، هذه الصورة القتالية التي يمثلها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصورة تحفّز نفس المؤمن على قوة المواجهة والقتال مع الشيطان .
ورفع الصوت بالذكر إنما هو في الرجال خاصة - أما النساء فإن انشغال اللسان والقلب بالذكر يجعل المرأة أكثر حرصاً وأدق في تحصيل بغيتها من غير ذهول عنها بترهات الأسواق ومجونها . وحفظا لراية الملك الذي خرج يتبعها .
- لا توقف سيارتك . . . . .
في مكان عام يحتاجه الناس ، أو في موقف تضر به غيرك من الناس ، فإنك إن فعلت هذا أشغلت ذهنك بموقع السيارة أو آذيت غيرك بسوء وقوفك .
- احجب عينك بالنور . . . . .
تذكر أنك ( أخي / أختي ) مأمور بالحجاب ، وهو حجاب غير حجاب البدن ، إنما هو حجاب النفس الأمر الذي بدا الله تعالى به في آية الحجاب فقال : " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ . ." " وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ .." هذا الحجاب النفسي الذي به زكاة القلب وطهارته وعفّته .
فإنه لا يغني المرأة أن سترت عن الناس بدنها لكنها أطلقت في الحرمات بصرها ، فإنها هتكت الستر الأعظم . . ستر النفس وحجابها ، ولذلك بدا الله تعالى بالأمر به في بداية آيات الحجاب وذلك لعظم أمره وشأنه .
وهذا الحجاب هو الحجاب الذي يشترك في الأمر به الرجال والنساء على السواء .
وهو الحجاب الذي يورث في القلب نوراً .
- لاتشغلك . . . . . عروضات الأسعار ودعايات الأسواق عن أن تقضي غرضك الذي جئت من أجله ، فإن لهذه الدعايات إبهارا ولفتاً للنظر وإشغالاً .
- لا تصرف مالك . . . . . في كل ما اشتهيت شراءه بل لاحظ فيما تشتري أموراً :
1 - حاجتك الملحة له . فهناك ( مستلزمات رئيسية ضرورية - حاجية - تكميلية تحسينية )
2 - جودة صناعته .
3 - صلاحيته .
4 - وسطية ثمنه .
5 - مناسبته لك في هيئته وطوله ومقاسه حتى لا تضطر للرجوع مرة أخرى للسوق لغرض استبداله .
6 - أن يكون من المباح وأن لايكون محرماً ( مأكولا كان أو مشروباً أو ملبوساً أو يوطأ أو للزينة الذاتية أو لزينة البيت )
- أجّل . . . . . شراء الأغراض التي تعيق سرعة تنقلك في السوق إلى حين انتهاءك من بقية الأغراض . واجعلها آخر مشترواتك .
أو استخدم عربات نقل البضائع المتوفرة ولو بإيجار معلوم ، فإنك إن تدفع شيئا من مالك للمحافظة على مكتسبات وقتك خير من إهدار وقتك على حساب بعض دراهمك !
- اصحب معك . . . . . بعض الأشرطة المسموعة النافعة إلى السوق وعوّد نفسك وأهلك على دعوة الآخرين عبر إهداء الشريط الإسلامي المؤثر . فإنك لاشك واجد في السوق من يستحق أن تهديه هذاالشريط .
وبعض الكروت الدعوية مما يهم الباعة والتجار والتي تبصرّهم بأساسيات فقه البيع والشراء وأخلاق البائع المسلم وأدبه . فكلما دخلت محلا وضعت فيه كرتا أو كرتين .
-
* قد تضطر فتصحب أطفالك ، فلضبطهم في أثناء التسوّق : - لا تترك ابناءك في السيارة بمفردهم ، فقد يحصل امر يستدعي إسعافهم ولا يجدونك !!