هل سنصبح (نحن الرجال) مثل ذكور النحل تنتفي الحاجة الينا بعد التلقيح!!؟
.. خطر ببالي هذا السؤال وأنا أقرأ تقريراً صدر في بريطانيا عن التقدم المضطرد للجنس اللطيف واقترابهم - إن لم يكن استيلائهن - على مجالات كانت حكراً على الذكور فقط.. وهو تقرير لا يبشر بالخير (بالنسبة لنا نحن الرجال) حيث اتضح ان النساء يسرن بخطى أسرع نحو التفوق على الذكور من الناحيتين البيولوجية والاجتماعية..
فمن الناحية البيولوجية أصبحت النساء أكثر قوة وذكاء والرجال اكثر ضعفاً وقبحاً.. وهذه الظاهرة ليست محصورة في دولة معينة بل ملاحظة في كل أنحاء العالم.. ويقول اختصاصي المورثات هنري كوبر "قد يكون الامر ناجماً عن ان اجسام النساء تخضع للتغيرات بمعدل أسرع من أجساد الرجال. فالتغيرات المفروضة على أجساد النساء في هذا العصر سرعان ما تظهر كصفات موروثة ومكررة (كثورة التعليم وتنوع المهن) تتطلب مواصفات ذهنية مرتفعة فستظهر هذه الصفات تدريجياً في الاجيال الجديدة.. كما ان وعي النساء المتزايد بأهمية المظهر وعناصر الجمال جعل الأجيال الجديدة (بالفعل) أكثر جمالاً من الاجيال السابقة!!
.. ولعل أفضل دليل على امكانية تغير المواصفات الانثوية هو انقراض ذوات الشعر الأشقر مقابل ذوات الشعر الداكن (المفضل حالياً في الغرب). وهذه الظاهرة بدأت في اليونان الحديثة وتمتد اليوم من جنوب أوروبا الى شمالها (وينطبق هذا أيضاً على أمريكا وكندا)، ففي ايطاليا وفرنسا واليونان مثلاً انقرضت الشقراوات تقريباً بعد ان كانت جداتهن شديدات الشقار كما يتضح من رسومات الاغريق ولوحات عصر النهضة!
.. والأدهى من هذا ان تحسن المواصفات الذهنية للمرأة يترافق مع تحسن قدراتها الجسدية والصحية، فقد يكون الرجال - حتى كتابة هذا المقال - أقوى من الناحية البدنية والعضلية، إلا ان اجساد النساء اكثر مقاومة للامراض وتحملاً للمشاق وتعمر لفترة أطول (فمعظم العجائز يعشن اليوم بعد أزواجهن زمناً طويلاً).. كما اتضح ان ادمغة النساء - رغم أنها أصغر حجماً - إلا انها اكثر كفاءة في مجالات معينة وتتعرض للتلف بنسبة أقل (فخرف الشيخوخة مثلاِ يصيب أربعة رجال مقابل امرأة واحدة فقط)!
* أما من الناحية الاجتماعية فقد تقدمت المرأة بقفزات نوعية سريعة، فحتى وقت قريب كان وضع الانثى ادنى من الذكر في كل المجالات فلا تعليم ولا دخل ولا حق في الاختيار او تقرير المصير. إلا ان الامور تبدلت بسرعة خلال الخمسين عاماً الماضية بحيث فقد الرجال زمام السلطة في مجالات عديدة، فنسبة النساء العاملات وصلت اليوم الى 50% في معظم الدول، كما تغلغلن في المجال السياسي بوتيرة غير مسبوقة (بحيث يسيطرن اليوم على معظم مقاعد البرلمان في السويد والنرويج).. وبعد ان كان التعليم الجامعي حكراً على الذكور فقط هاهي الفتيات في الامارات وقطر وقبرص ومنغوليا يتجاوزن 70% من مجموع الدارسين!!
.. بدون شك ان الوتيرة السريعة لتقدم المرأة يهدد بظهور مجتمع السلطة الانثوية بنهاية القرن الحالي. والتقرير البريطاني نفسه ابدى قلقه من هذا الوضع من خلال فقرة تقول: "ومما يقلق حكومة صاحبة الجلالة انه في الوقت الذي يستمر فيه تفوق الاناث يتباطأ تقدم الذكور على كل المستويات. واذا سار الامر على هذه الوتيرة فإن العواقب بالنسبة لأمتنا ستكون وخيمة"!
يا رجال العالم.. اسمعوا كلامي.. واتحدوا!!
من الايميل