الملك يزور شقيقتين أقعدهما المرض ويأمر ببناء منزل يؤويهما ومرافقة طبية لخدمتهما
نايفة وفهيدة شقيقتان من الكرك نال منهما المرض واقعدهما حبيستا كراسي متحركة تمنعهما من القيام بواجباتهما الحياتية.
هناك في شارع من شوارع المزار الجنوبي تخلى الاب والاخ عن الشقيقتين وتنكرا لواجب الدم والقربى وقسى قلباهما على اقرب الناس لتجد الفتاتان قلبا هاشميا لينا عطوفا رحيما.
بالامس كانت نايفة وفهيدة على موعد خير هاشمي يعرف اين يذهب ومتى لتلقيا الوجه السمح لجلالة الملك وهو يبشرهما ان القادم من ايامهن افضل.
تقول فهيدة "بكيت بحرقة عندما اخبروني ان الملك سيزورنا وانا التي نسيت ملامح ابي الذي تركنا منذ ستة عشر عاما بعد وفاة والدتي". وتضيف كنت اشعر باليأس الشديد واتمنى الموت فلا أخ يحن علينا ولا قلب ابي رق طيلة السنين الماضية.
فيما تشير شقيقتها نايفة الى ان راتب المعونة الوطنية الذي تتلقيانه والبالغ 72 دينارا لا يبقى منه سوى 7 دنانير بعد دفع ايجار منزلهما لتمضيا الشهر على نفقة المحسنين وعطف الجيران.
وحول حالتهما الصحية تقول نايفة انها اصيبت بشلل دماغي عند ولادتها تسبب في تشوهات خلقية في قدميها ويديها منعتها من الحركة بشكل طبيعي وتشير الى ان شقيقتها فهيدة مصابة بضمور في خلايا الدماغ اثر على نموها وتسبب في اعاقة حركية لها.
وتشير فهيدة الى انها قضت مع شقيقتها ما يقرب من عامين تتنقلان بين عدد من دور رعاية المعاقين في ياجوز والمفرق والوسية والهاشمية الا ان المعاملة السيئة"حسب قولها" دفعتهما الى الهرب والعودة الى مسقط الرأس.
جلالة الملك كان حاضرا في ذلك المنزل الذي يأوي الشقيقتين كما هو حاضر في قلب كل اردني حر ليعلمنا كيف يكون حب القائد لشعبه ولنعرف نحن حقيقة وكيفية دخول الملك الى حنايا ووجدان الاردنيين.
"لهذا نحبه" ولمثل ذلك ملك ابو الحسين القلوب قبل ان يصعد العرش .لان نايفة وفهيدة نسيهما اقرب الناس اليهما وتذكرهما الملك الانسان ولان مثل تلك الحالة تمر عشرات بل مئات المرات فلا يجد في نفسه كللا او مللا من متابعتها وزيارتها وتلبية حاجاتها.
الغد افضل بلا شك بالنسبة الى نايفة وفهيدة فجلالة الملك امر لهما بمنزل خاص ومرافقة تلبي حاجاتهما الطبية والخدمية كما امر بتلقيهما الرعاية الطبية المناسبة فورا اضافة الى زيادة راتب المعونة الذي تتلقيانه بشكل يلبي كافة احتياجاتهما.
"الملك أب الجميع وهو يحن علينا وعلى غيرنا ممن نسيهم الاخرون" بهذه الكلمات لخصت نايفة شعورها استجابة لمطالب الصحفيين الذين أصروا على معرفة احساسها حيال الزيارة الملكية.
عطاء الخير الهاشمي تواصل يوم أمس مع تفاصيل دقيقة قد يغفل عنها مسؤولون لا تتعدى مسؤولياتهم جدران بناية وقد لا تشمل سوى بضع مئات او اقل من المواطنين لكن "نجل الشرفاء" لم يغفل عنها رغم مسؤولياته الجسام ومهماته التي تعدت حدود الوطن والاقليم.
قد تبدو للبعض قصة نايفة وفهيدة مجرد قصة تشعرنا ببعض الحزن والتعاطف الذي سرعان ما يتلاشى بعيد هنيهة من الوقت ولكنها بالطبع حياة ومسيرة تجدد فيها الامل والرجاء بالنسبة للشقيقتين وقد تبدو القصة شأنا صغيرا لا يهتم به سوى المعنيتين وبعض من عرفوهن عن قرب ولكن هذه القصة شأننا جميعا لاننا ندرك منها ان في ظهورنا مليكا هو "ابونا واخونا" كما قيل في قصص سابقة من قصص الخير الهاشمي.
التاريخ : 02-06-2008