بين ازقة مخيم البقعة قد تجد العديد من قصص الحرمان وقصص اللوعة التي تثير في النفس الكثيرمن الاشجان ولكنها في النهاية هي قضية شعب باكمله انها قضية ابناء غزة هاشم التي اختصرها الطفل فارس الذي ابصر النور وهو لايعلم ما ينتظره من معاناة ولايعلم ايضا انه لن يستطيع ان يتلقى العلاج كباقي الاطفال .
قصتنا تتعلق بقضية طفل صغير لايتحاوز عمره الشهر وعدة ايام فقط فقد ولد بتاريخ ـ19 4ـ 2008 ـ في احد المستشفيات الحكومية ليعاني بعد اول رضعة ياخذها من انتفاخ شديد في البطن لتبدا رحلة معاناة والده وامه وهو الصغير الذي لايعلم سبب هذه المعاناة .
والده تورمت قدماه وهو يسعى الى تامين اعفاء لابنه حيث جاب الشوارع بحثا عن اي منقذ له ... طرق باب وزارة الداخلية وباب السفارة الفلسطينية كونه يحمل الجنسية الفلسطينية وزوجته تحمل الجنسية الاردنية .. وباب التنمية الاجتماعية ايضا .
حزن ومعاناة
هو رجل بسيط يعيش في بيت سقفه من الزينكو لايملك من الدنيا الا اولاده الخمسة الذين بالكاد يستطيع ان يؤمن لهم الطعام فهو يبيع الخضار على بسطة في مخيم البقعة .
"الدستور" التقت والده فتحي محمد راغب الذي روى بمرارة الاب وشغفه على حياة وليده الصغير فارس حيث قال : رزقت بطفل بعد ولادة زوجتي في احدى المستشفيات الحكومية وعند اول رضعة تناولها الطفل حصل انتفاخ واضح في بطنه لينقل الى قسم الخداج في المستشفى وفي اليوم الثالث قال لي الطبيب المعالج ان ابني يعاني من انسداد في الامعاء ويجب اجراء عملية جراحية له وكونه لايوجد طبيب جراح اخصائي اطفال في المستشفى فيجب اجراء العملية في مستشفى اخر .
رحلة معاناة
واضاف الوالد : اخرجت الطفل وذهبت به الى مسشتفى حكومي اخر فاخبروني انه لاتوجد حاضنات وكذلك حصل معي نفس الامر في مستشفى حكومي ثالث ورابع وابني حالته تزداد سوءا فلم اجد امامي الا ان انقله الى احد المستشفيات الخاصة وهناك دفعت ما كنت املكه من مال وهومبلغ 80 دينارا وابقيت معي فقط اجرة الباص لاعود الى بيتي .
واضاف الوالد انه تم في المسشتفى تصوير الطفل واجراء الفحوصات له وطلبوا مني بعد التعريف بوضعي المادي ان اخرج الطفل الى مستشفى اخر بعد ان ادفع مبلغ 290 دينارا.
عملية عاجلة
وقال الاب ضاقت بي الدنيا الى اين اذهب اتجهت الى مستشفى اخر وطلبوا مني ان ادفع 500 دينار قبل ان يدخل الطفل فقمت بالاتصال باصدقائي في المخيم وجيراني فامنوا لي المبلغ لادفعه الى المسشتفى لاسيما ان الطبيب اخبرني ان الطفل بحاجة الى عملية مستعجلة حيث اجريت العملية وبقي ابني لمدة 10 ايام في قسم الخداج في العناية المركزة ... وبعد ذلك تم اخراجه منها وطلب مني المستشفى ان ادفع الفاتورة وانا لا املك مالا اصلا ولا اعلم من اين اتي به وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة الي حيث كانت الفاتورة 1887 دينارا فاخبرتهم انني لا املك الملبغ ولا املك اي مبلغ اخر فقالوا لي اكتب لنا شيكا بالمبلغ وسنؤجله لمدة ثلاثة اسابيع .
ويضيف الاب يعلم الله من اين دبرت هذا المبلغ فقد قمت ببيع مصاغ بسيط لزوجتي واستدنت المبلغ الاخر حتى اسدد علاج ابني الذي يحتاج الى عملية اخرى بعد ستة اشهر تقريبا وانا لا املك المال ولا املك اي نوع من انواع التامين حتى استطيع علاجه ناهيك عن مايحتاجه الطفل من وعلاج وحليب لاسيما ان له مراجعتان في الشهر كل واحدة تكلف 15 دينارا .
والد الطفل ناشد المسؤولين واصحاب الخير لمساعدته في علاج طفله لاسيما انه يحتاج الى عملية اخرى قائلا : لا اريد مالا... فقط اريد علاجا لابنائي ... ماذا افعل بهم اذا مرض احدهم واين المفر من عذاب ان ترى ابنك يتعذب امامك وانت لاتملك ان تقدم له شيئا.
التاريخ : 12-06-2008