بسم الله الرحمن الرحيم
الخطأ من الناس واقع نعيشه .... فيه ما هو فطرة في الإنسان ... وفيه ما هو ابتلاء من الرحمن ... وفيه ما يشذ عن الفطر السليمة والطباع الحكيمة..
وبما أنه واقع في المجتمع فليس من الحكمة تجاهله والتعامل معه كيفما اتفق ، بل يجدر بنا أن نتعلم أو بالأحرى نتدرب على كيفية التعامل مع الخطأ للوصول إلى أفضل النتائج إن لم يكن دائما فلا أقل من أن يكون غالباً !
ومن هنا حرص الفقهاء على تناول فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأهميتها في الإصلاح فضلا عن كونهما أمرا واجبا على الإنسان
وموضوع استثمار الخطأ بينه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تداخل في جهات وتوافق في بعض الحيثيات من جهة ، أنهما يعالجان واقعاً مشتركاً إلا أن الخطأ أوسع من دائرة المنكر ، إذ قد يكون الخطأ منكر وقد لا يكون.
والآن إليك عزيزي القارئ 20 قاعـــــدة في استثمــار الأخطـاء :
1- لا تفترض العصمـة في الأشخاص فتحاسبهم بمقتضى ذلك ، وما وقع فيه زيد من الخطأ قد تقع فيه أنت ، فالخطأ من طبيعة البشر ولا يكاد يسلم من إنسان (( كل بني آدم خطاء)).
2- أخلص نيتك في تصحيح أخطائك وأخطاء الآخرين من حولك ، فالإخلاص أساس العمل وروحه التي يغدو أجوف بدونها لا روح فيه ولا أجر عليه.
3- إياك والانتصار للنفس .... فإن كنت مخطئا وأدركت ذلك فاعترف بخطئك ...وليس قدر العيب في الخطأ كقدره في التمادي فيه وقد علمت أنه خطأ.
4- ليس الخطأ نهاية المطاف بل هو بداية التصحيح ... فالإنسان الناجح يتعلم من أخطائه ويستفيد منها ويجعلها خطوة دافعة لا محبطة ... لذلك يجدر بك أن تتعلم كيف تستفيد من الخطأ وذلك بتقويمه والبحث عن أسبابه وجذوره ومن بعد تصحيحها إما جملة واحدة أو شيئا فشيئا حسب طبيعة الخطأ وحجمه وموقعه.
5- أعط كل خطأ حجمه الطبيعي وضعه في إطاره الصحيح دون تهويل ولا تقليل ، فذلك يساعدك على تحديد آلية التعامل المناسبة.
6- كـــن هادئـــا في تعــــاملك مع الخطأ.... فالهدوء طريقك لاختيار الاسلوب الأمثل للمعالجة كما يجنبك الوقوع في محاذير أنت في غنى عنها ، ولنا في رسول الله اسوة حسنة حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم هادئا حتى في الأمور المثيرة كمثل ردة فعله للأعرابي الذي جاء يطلبه ، فعن أنس بن مالك قال:
(( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء )) (البخاري 5809).
ومثل معالجته أيضا لخطأ الأعرابي الذي بال في المسجد ، وفي الحديثين فوق ذلك دلالة على البساطة في أخذ الأمور.
فكن هادئا بارد الأعصاب حتى وإن تعرضت للسب والشتم والاستفزاز ، لأن غضبك عندها يشفي غريمك ويشقيك في حين ان هدوءك يغيظه ويزيده حنقا إن كان معانداً ! ، ويريحه ويقربه إن كان قاصداً لحق.
من موقع التقنية