بشائر الخير الهاشمي تزرع الأمل في نفوس ثلاث أسر محرومة في قرية الملاحة
أفاقت قرية الملاحة الواقعة الى الغرب من دير علا يوم أمس على تباشير الخير الهاشمي وهي تتلقى نبأ زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى ثلاث أسر منها حرمها العوز وضيق ذات اليد عن توفير أبسط المستلزمات المعيشية.
بالامس كانت الحاجة حمده العلاقمة وابنتها فضة والحاجة فلحة أحمد والمواطن علي المشاهرة على موعد خير هاشمي شملهم بعطف الأب الحاني والقائد الوفي ليأمر لهم ببيوت تليق بهم وتتوفر فيها كافة المستلزمات الضرورية.
تقول الحاجة حمده ابنة السبعين ربيعا ان باب الأمل كان مفتوحا بفضل الله الذي يسره على يد الملك الذي لا ينسى شعبه ، وتضيف وهي تصف حالها ان منزلها الذي يتكون من غرفتين بسقف من القصيب مضى على بنائه ما يزيد على الثلاثين عام وهي تعيش فيه مع ابنتها فضة ابنة الثلاثين والتي تعاني من مرض الروماتزم وبرغم ذلك تخرج للعمل في المزارع لتأمين قوتها وقوت والدتها بعد ان فقدتا أي معيل.
فيما ترفع الحاجه فلحه احمد يديها ضارعة بالدعاء الى الله ان يحفظ الملك ويبقيه ذخرا للاردنيين ، مشيرة في حديثها الى ان زوجها يرقد على سرير الشفاء في المدينة الطبية بعد ان تعرض لعدة جلطات ، وتؤكد وهي ام لستة ابناء ان راتب المعونة الوطنية الذي تتقاضاه والبالغ 78 دينارا لا يكاد يكفي كبدل مواصلات لتأمين وصول زوجها الى المراكز الطبية والمستشفيات التي يراجعها.
وتعيش الحاجة فلحة في منزل متهالك لا يصلح للعيش ولا تتوفر فيه اقل الخدمات الصحية ولا "يقي من الحر ولا الشتاء" كما تقول ، مؤكدة ان حلمها بامتلاك منزل ملائم يؤيها مع ابنائها اصبح واقعا بفضل ملك تعود البحث في اركان وارجاء الوطن عن امثالها ليمد لهم يد العون.
اما علي المشاهرة ابن الخمسين عاما والذي اقعدته اصابة تعرض لها نتيجة حادث سير عن العمل منذ ما يزيد على 20 عاما بالرغم من انه المعيل الوحيد لسبعة اطفال اكبرهم ابن الخمس عشرة سنة ولا يرتاد المدارس منهم سوى 3 أطفال بسبب "قلة الحيلة" كما يقول والدهم ويعيش علي وزوجته وابناؤهم في "براكية" من الصفيح والبلاستيك تتكون من غرفة واحدة يأنف أغلب البشر عن اتخاذها منزلا.
ويقول المشاهرة الى انه عجز عن اقناع ادارة صندوق المعونة الوطنية بمنحه راتبا يؤمن من خلاله القوت لاطفاله ، على الرغم من اوضاعه المتردية ويشير الى ان مصدر رزقه الوحيد بعد حسنة المحسنيين يأتيه من بيع الخردة التي يقوم ابناؤه بجمعها من الشوارع وحاويات النفايات.
يد الخير الهاشمية امتدت يوم أمس الى تلك الانحاء البعيدة التي ترتسم منها صور العوز وتعزف فيها ترانيم الحاجة لتمسح عن جبين الضعفاء قطرة عرق وعن خدهم دمعة ألم ولتعطيهم الأمل بان الغد القادم افضل ، وان في ظهورهم مليك لا يكل ولا يمل وهو يبحث عن افضل السبل واقصرها لتخفيف معاناة ابناء شعبه.
وحيثما كان الملك يوم أمس كان الخير كما في كل ارجاء الوطن الذي لم تبق قرية صغيرة منه او منطقة نائية الا وشرفها جلالته بزيارته للاطلاع عن كثب على أحوال مواطنيه يريد لهم العيش في ظل حياة كريمة مشرفة تليق بالانسان الاردني ، فمن دلاغة في معان الى تل المنطح في البلقاء ثم وادي عربة في أقصى الجنوب الغربي لتتابع يد الخير الهاشمي زياراتها الحاملة بشائر الخير والرفاه الى قرى الشراه في معان والى مخيم عزمي المفتي في اربد وشقيرا في الكرك وام القطين في المفرق ووقاص في الأغوار الشمالية ومنها الى الأزرق والمزفر ومنطقة المعراض في جرش وفينان بوادي عربة والحميمة فالسفينة وبلاص في عجلون وغيرها من بوادي الاردن وقراه.
الرؤية الملكية في زيارة التجمعات السكانية والقرى بمختلف المحافظات تنطلق من قاعدة توفير الأسس المتينة لبناء مجتمعات قادرة على الاعتماد على نفسها وتأمين مستوى حياة متطور لأبنائها ، واذا كانت مزايا القيادة العظمى تتطلب حسن الإدارة السياسية والاقتصادية ، فأن ابن الهاشميين ذهب الى أبعد من ذلك وهو يقف دوما على خط الاستشعار المستمر للحالات الإنسانية والتواصل الدائم بين القيادة والشعب ليكون دأبه دائما استمرار الرعاية للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة وتعرضا للصدمات الاقتصادية والاجتماعية.
بالتأكيد فإن هذه الزيارات الملكية تشكل أنموذجا في أهمية مواصلة القيادة السياسية والاقتصادية للبلاد في الرعاية التامة لاحتياجات هذه الفئات المحرومة ، لأن من أهم دلائل الحضارة في المجتمع الحرص على رعاية كافة الفئات الاجتماعية ، وان هذه الأخلاقيات الإنسانية هي من شيم الهاشميين التاريخية.
التاريخ : 01-07-2008