في حياة كل البشر ماض يبقى جزءاً من الحاضر، ومهما يحاول البعض إخفاءه او تناسيه يخرج في لحظة (ما)، لكي يكشف اوراق المجهول منها لذا من الاجدر بنا ان نحافظ على الحاضر الذي نعيشه، كي يكون ماضيا نتشرف به وهكذا يتساوى الرجل والمرأة في نوع الماضي، هذا ما قاله "محمد" لدى سؤالنا له عن اختلاف نظرة المجتمع لماضي الشاب، وماضي الفتاة فالمجتمع في معظم الاحيان يتناسى اخطاء الشاب وماضيه ويبقى ماضي الفتاة يلاحقها كظلها، فالمرأة هي العنصر الضعيف الذي يتحمل تبعات افعال غيره وليس أفعاله نفسه فقط، فكثيرا ما تخاف الفتاة من أن تتسرب لخطيبها أو لزوجها حكاية حب من الماضي حتى وان كانت مثالاً للنقاء والطهر، ففي مجتمعنا غير مسموح للفتاة بذكر صفحة واحدة من الماضي أو استذكار إعجاب رجل مر بحياتها في حين ان الرجل يقص على زوجته ماضيه ومغامراته بكل جرأة مهما كانت سيئة وذلك ليس لشيء سوى لأنه رجل لا يعيبه شيء على حد تعبير الكثيرين في مجتمعنا الشرقي . وهنا نتساءل عن سبب قبول الفتاة من رجل له ماض في حين أن هذا الشاب يرفض الزواج من فتاة لها ماض حتى لو كان نقيا ؟؟ وهل يحق للرجل محاسبة المرأة على ماضيها ولايحق للمرأة ذلك؟؟
الفتاة تتمتع بكامل الحرية وعليها البوح بماضيها
في البداية أعرب حسن محمود 26 عاما عن أسفه لهذه الموروثات الاجتماعية الخاطئة والتي تميز بين الشاب والفتاة مبينا أن الفتاة في هذه الأيام كالرجل تماما فهي تتعلم وتعمل ولها كامل الحقوق الاجتماعية .
كما بين عصام خوري 25عاما بان الفتاة تتمتع بكامل الحرية بالوقت الحالي وان عليها أن تبوح بكل أسرارها للرجل الذي تريد الارتباط به حتى لا تأتيه معلومات مشوهة من جهة أخرى .
إلا أن لونا محمد 24 عاما قالت إن الفتاة تحب وتكره وتمر بتجارب عديدة خلال المرحلة الجامعية مشيرة إلى أن هذه التجارب مهما كانت صغيرة فهي يجب أن تبقى سرا لدى الفتاة وعليها أن تحتفظ بها لنفسها وان لا تبوح بها حتى لأقرب الناس لها .
وخالفتها بالرأي لينا حواري 26 عاما حيث قالت إن العلاقة الزوجية يجب ان تبنى على الصراحة منذ اليوم الأول من إعلان عقد القران فيجب ان يكون الاثنان ورقة بيضاء يعرف كل منهما محتواها .
ويقول حمزة ياسين24 عاما ان المقولة السائدة " الرجل لا يعيبه عمله "هي التي جعلت الشاب يفعل ما يحلو له وعندما تريد منه خطيبته او زوجته ان يبوح لها بماضيه يعترف لها به حتى لو كان ماضيه اسود غير مكترث بشيء كونه رجلا ويحق له ما لا يحق لها .
وأوضح عامر سعود 30 عاما ان الشاب مسؤول عن تصرفاته وليس كالفتاة فهناك من هو مسؤول عنها ويجب عليها أن تحمي وتصون نفسها على حد قول عامر .
ويقول حسام " أبو يامن "26 عاما على الفتاة أن تبوح بأسرارها لشريك عمرها وان تكون صادقة بما تبوح به لكن عليها الاحتفاظ بماضيها إذا كانت فيه أمور تؤذي زوجها وتؤثر في علاقتهما مستقبلا .
الفتاة النقية تبوح بماضيها وعلى الرجل احترامها
واعتبر قصي عودة 28 عاما ان هذا الموضوع يرجع إلى العادات والتقاليد التي تحكم المجتمعات ففي بعضها يكون الآمر مقبولا وفي بعضها الآخر يكون من اشد الأمور سوءا بان يكون للفتاة ماض .
وافقه الرأي إياد محمد 25عاما حيث قال إن الفتاة من الممكن أن تبوح بماضيها أو أن يكون لها علاقة حب تستطيع الإفصاح عنها في بعض المدن أما إذا كانت تسكن في منطقة نائية أو مجتمع مغلق فهذه العلاقة تعتبر جريمة حتى لو كانت علاقة حب عذري .
ومن جهته بين الطالب الجامعي محمود عبدالله 22عاما أن كل الأمور التي يمر بها الإنسان بعد فترة من الزمن تصبح ماضيا طي النسيان ومن غير الجدوى أن يفتحه ويقلب في دفاتر الماضي سواء كان ذلك من جانب الرجل أو الأنثى.
هذا الرأي أيدته هبة رزق21عاما حيث قالت لا جدوى من فتح دفاتر الماضي من قبل الشاب أو الفتاة .
في حين قال هاشم الحمود 27 عاما إن المجتمع يغفر للرجل اخطاءه مهما كانت كبيرة ولا يغفر للمرأة ابدا مهما كان حجم خطئها صغيرا مشيرا الى ان هذه الموروثات الاجتماعية تعتبر انتهاكا للمرأة .
بينما قال خالد عبود 27 عاما ان ماضي الرجل والمرأة يجب ان يكون نقيا حتى لا يهاب احدهم من البوح فيه مشيرا الى ان المرأة النقية لا تهاب البوح بماضيها لرجل ستكون امانة في عنقه واعتبر ان على هذا الرجل الاستماع الى بوحها ونسيانه في اللحظة نفسها وبدء صفحة جديدة مع الانسانة التي صارحته ولم تبدأ معه في غش وخداع .
مراد عبدالرحمن 29 عاما قال المرأة التي تبدأ مسيرتها الزوجية بصراحة هي المرأة النقية وعلى الرجل ان يحترمها ويقدرها وان ينسى اخطاءها فكل بني ادم خاطئون .
لايحق للشاب او الفتاة النبش في الماضي
بدوره بين أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي بان العلاقة الحقيقية بين الشاب والفتاة تبدأ منذ الليلة الاولى للزواج معتبرا انه لا يحق لاي منهما ان يسأل عن ماضي الاخر وعلاقاته قبل هذا اليوم مشيرا الى ان ذلك يعتبر من المحرمات والخصوصيات ولا يجوز نبشها والحديث فيها والخوض في تفاصيلها مبينا انه لا يوجد انسان على وجه الارض من دون ماض ومن دون تجارب ومغامرات حيث إن فترة المراهقة فترة اضطرابات عاطفية ولا بد ان يحصل فيها انجذاب للطرف الاخر خاصة وان الثقافة المجتمعية تنادي وتطالب بعدم الحديث مع الفتيات مشيرا الى ان كل ممنوع مرغوب .
وحذر الخزاعي الفتيات بعدم الخوض في ماضيهن امام الازواج حتى لو كانت درجة الثقة 100% مشيرا الى اننا في مجتمع شرقي ولا يتقبل مثل هذه الامور .
وحول تقبل الفتاة الرجل الذي له ماض وعدم تقبل الشاب الفتاة التي لها ماض قال الخزاعي إن هذه موروثات اجتماعية تربى عليها بعض الشباب وفي بعض المجتمعات من " العيب ان يكون للفتاة ماض ".
وبين الخزاعي أن النظرة لهذا الموضوع تختلف بحسب المجتمع واندماجه بالحياة والتطور مشيرا إلى ان هذه الثقافة اصبحت محصورة في المدن على الحارات والمناطق الشعبية