لم يكن والد الطفلة رندا ذات الست اعوام ، يتوقع ان اسمها سيتغير بين ليلة وضحاها ليصبح (الما) ، ويناديها الجميع بالاسم الاخير § الذي تظهر فيه طفلة في المسلسل التركي "نور" الذي تأثر به المجتمع الاردني لدرجة استحواذه على احاديث وجلسات الجنسين من الذكور والاناث .
الطفلة رندا كما تقول ل"الدستور" تفضل مناداتها ب (الما) وترفض مناداتها داخل المنزل وخارجه باسمها الحقيقي الذي تعرف به في الحي الذي تقطنه في لواء الاغوار الشمالية ، وهي تحرص على مشاهدة مسلسل "نور" بشكل يومي وتنتظر بثه في ساعة متأخرة من الليل لمشاهدة شبيهتها (الما) في ذات المسلسل.
وتفكر رندا او كما يطلق عليها (الما) بتوجيه دعوة الى الطفلة (الما) شبيهتها في المسلسل التركي من اجل زيارتها الى المنزل الذي تقطن فيه للتعرف عليها عن قرب ، حيث اشار والدها حسين النورسي الى انه يبحث عن عنوان (الما) من خلال مواقع الانترنت لعله يتمكن من الوصول الى هاتفها اوعنوانها لتحقيق امنية طفلته برؤية شبيهتها عبر توجيه دعوة رسمية لها من اجل زيارة طفلته رندا.
وتحدث النورسي عن التغييرات التي طرأت على طفلته بعد بث المسلسل التركي على الفضائيات العربية مشيرا الى ان المسلسل اثر على حياتها ومسلكياتها وتكون لديها صداقات وعلاقات جديدة واصبحت محبوبة من قبل الاخرين واكثر حيوية ويحاول الجميع التقرب منها ومحاكاتها. وقال والدها انه يقوم بتسجيل حلقة المسلسل التركي بواسطة الفيديو عندما تكون طفلته رندا نائمة ذاك اليوم لتمكينها من مشاهدة الحلقة في اليوم الاخر منوها الى ان طفلته تصاب بالغضب والاكتئاب حال عدم ظهور شبيهتها في احدى الحلقات.
وروى النورسي احد المواقف الطريفة التي حدثت مع والدتها اثناء ذهابها لشراء الملابس في احد اسواق اربد مشيرا الى ان الفتيات اللواتي يعملن في محال بيع الملابس قمن بتقديم هدايا لرندا على اعتبار انها تشبه الممثلة الما.
وأشار والدها الى تشابه احد المواقف الذي حدث معه وزوجته مع موقف حصل في المسلسل التركي حيث اختلف مع زوجته حول المدرسة التي ستلتحق بها طفلتهم في الصف الاول فوقع اختياره على مدرسة حكومية في حين اختارت والدتها مدرسة خاصة ، وتم الحسم الحل من طفلتهم التي اختارت المدرسة الحكومية كما رغبت شبيهتها في المسلسل الالتحاق بالمدرسة الحكومية مشيرا الى ان طفلته باتت متاثرة بشكل كبير في احداث المسلسل وبدأت تتقمص بعض الادوار فيه. ويرى استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجدي الدين خمش ان تاثر المجتمع الاردني باحداث المسلسلات التركية وصل حد الادمان على متابعتها ومشاهدتها مشيرا الى ان اسباب اقبال المواطنين عليها يعود الى تناولها للعلاقات الاسرية التي ما يزال المشاهد العربي يتفاعل معها بشكل عميق وكبير.
وحول تقمص الاخرين لشخصيات هذه المسلسلات اعتبر ان هذه المسلسلات اثرت على قلوب وعقول المواطنين لدرجة تفاعل الاخرين مع تفاصيلها التي اصبحت تاخذ حيزا واسعا من حياة المواطنين من خلال التعايش مع احداثياتها وبالتالي انعكاس ذلك على سلوكيات الاخرين. واشار خمش الى تاثير الفضائيات الواسع من خلال ما تبثه حيث اختلفت اهتمامات المواطنين عما كانت عليه سابقا لتتحول من المطالعة وقراءة الكتب والالتقاء في الدواوين والمقاهي والجلسات العائلية الى مشاهدة الفضائيات التي اصبحت عنصرا مؤثرا في كثير من قرارات الاسر والعائلات