إذا سألت نفسك يوما كيف يتحمل شعب كل ما يفعله به حكامه دون أن يثور أو يغضب أو يعترض؟؟ .. ثم لم تجد إجابة على سؤالك ..فاقرأهذه القصة
نقر رئيس الوزراء نقرا خفيفا على باب حجرة مكتب رئيس ذلك البلد الغير عربي قبل أن يسارع بالدخول -كان من الواضح أن الرئيس ليس في الموود..و أغلب الظن أنه لم ينعم بليلة جيدة.. فقد كانت عيناه الحمراوتين ..وجفونه المتورمة والنصف مقفولة ..وفمه الذي ينبعث منه رائحة الفودكا يدلان أكبر دلادلة على حالته المزاجية في هذا اليوم .
اقترب رئيس الوزراء من الرئيس في هدوء ومال عليه هامسا :
- فيه خبر مش حلو يا فندم
- الله يخرب بيتكوا وبيت أخباركوا اللي ع الصبح .. في إيه يا زفت ؟؟
بدا التوتر على رئيس الديوان قبل أن يرد في صوت متردد :الخلطة يا فندم ..الخلطة خلصت ...
- خلطة؟..خلطة إيه؟؟
-الخلطة إياها يا فندم .. الناس بتوعي اللي عند السد العالي لسه مبلغني دلوقتي..
-يا نهار أبوك أسود ..إيه اللي أنت بتقولوه ده ؟..ده أنا حطلع (.....) أنتوا عايزين تودونا في ستين داهية ..أنت عارف يعني إيه الخلطة تخلص .. يعني احنا حنتقطع حتت .. يعني يسحلونا في الشوارع ..يعني يعلقونا من رجلينا زي الدبايح .. إزاي حاجة زي كده تحصل وأنتم نايمين على ودانكم ؟؟؟
-يا فندم أصل الشحنة بتاعة الست الشهور اللي الجايين اتسحبت كلها في الشهر اللي فات .. أنت عارف حضرتك الفترة اللي فاتت كانت البلاوي نزله ترف على دماغ الشعب فقولنا نظبطهم
-يعني أنت تظبطهم وتقوم تخرب بيتي؟؟ ..أتصرف إزاي أنا دلوقتي ؟؟..إنجر أتصلي بممدوح في لندن ..وهاتهولي ع التليفون بسرعة....
- الرئيس :أيوة يا دوحة إزيك يابن (......) عامل إيه في لندن
..لأ .. أنت عارف مزاجي .. بقولك .. كان في شوية طلبات عايزينك تجيبهالنا من بره ..لأ مش من عندك ..دي شوية حاجات من كوبا ..على شوية حاجات من الهند .. يعني اتصرف أنت بقى أمال أنا سيبك
عندك ليه ؟؟ ..بس بقولك عشان أوعى تتأخر عليّ ..ولو أتأخرت.. أنت عارف أنا ممكن أعمل إيه ؟؟زي ما سفرتك أنا أعرف أجيبك .. فاهمني طبعا.. خد زكريا عشان يمليك الطلبات
زكريا: أذيك كده وأذي أمك ..والبيه الصغير عامل إيه ؟؟ .. آه تمام .. والبلد تحت السيطرة .. بوقلك معلعش هنتعبك معانا شوية .. لأ دي الشحنة إياها بتاعة كل شهر اللي بنرميها في النيل .. ما أنت عارف بقى يا سيدي.. لو الشعب ماخدهاش مش هنعرف نمشيه ..
خد عندك المقادير : 2 مليون طن حشيش .. بس يكون أصلي مش اللي كنه بنضربه زمان أيام الكحرته.. وكمان 750 ألف إزازة كودافين ..على 50 ألف شريط صليبة .. وشكلنا 20 ألف كوكتيل على مزاجك .. أنا عايز الشعب يدمغ و يأفور ع الأخر ..آه وعى تنسى زيت الكافور ..حتدخل إزاى ؟؟ هو من إمتى كان في حاجة بندخلها بتقف .. أبعت أنت وأنا حتصرف .. بتوع قد إيه ؟؟ ..استنى أسأل
- هو إيه النظام الكام شهر الجايين يا ريس ؟؟
- نظام إيه يا زفت الطين أنت ؟
- نظامنا مع الشعب سيادتك ..يعني لو هنمشيها زي الكام شهر اللي فاتوا ..عبارة على قضاة على طوارئ .. يبقى نزود الكمية عشان منرجعش نحتاس
-لأ..خليه يزود الكمية محدش عارف إيه الظروف .. يمكن أحب أغلي حاجة .. أمسك حد ..وبعدين ما أنت عارف لو لقيت الجو كويس أمسك الواد
-بس سيادتك عارف إن الدكاترة قالوا إن الكمية لو زادت عن حدها ممكن الشعب يتجنن سيادتك
-ما يتجننوا ولا يتحرقوا .. ماهما مجننين أمي
- يعني أزود يا ريس
- زود يا زيكو
ملحوظة : عزيزي الكابتشينوا ..أي تشابه بين أحداث هذه القصة و أحداث أي بلد عربي فهو من محض خيالك المريض .. والمريض يروح يتعالج وبلاش تودونا في داهية
التوقيع
يالعين ما نحسابه العزيز باعنى وسكر عليا بابه بعد رفقته عامين يالعين ما نبيه
ولا عاد بنجبد فى دوتى طاريه يالعين شدى العزم واللى نساك انسيه
اللى باعك برخيص بيعه النهابه
نحسابه للقلب هو غاليه ***طلع خاين ويضحك على احبابه
ويبيع الدوا للى ما يبيه ***ونا خاطري مجروح وشاد على اعصابه
ايعيب عليا والعيب كله فيه*** واليوم الذيب كشر على انيابه
وناره كوتنى ونارى توا فيه*** والبادى اظلم قال الله فى كتابه